السبت، 27 أغسطس 2011

مبيريك التبيناوي - قصيدة قمعة

حدثت هذه المعركة بالتيم قرب الخطة حيث يقطنه (الدغيرات) . كان التيم في ذلك الوقت والزمن في فصل الربيع وأرضه مليئة بالعشب .وعلمت قبيلة (عنزة) بما هي عليه أرض التيم ثم رحلت متوجهة إليه بإعداد كبيرة ,وقبل وصولهم انطلق عقاب العواجي ومعه مجموعة بسيطة من جماعته إلى الدغيرات للتفاهم بطريقة سلمية حول إمكانية المشاركة في هذه الأرض وما فيها من "أرزاق وخيرات", وعندما وصل عقاب ومن معه إلى مجلس الدغيرات وفيه مفتاح ومبيريك التبيناوي بدأت المفاوضات حيث وافق مفتاح على التشارك في الأرض فترة الربيع إلا مبيريك اشترط بعض الشروط على المعاهدة منها أن أي شمري يأتي من العراق "غزاي" عليكم فإن العهد الذي بيننا وبينكم انتهى . 

بعدها أرسل مبيريك التبيناوي إلى صديقه مسلط التمياط وعدوان الطوالة في موقع قرب الجزيرة, وأخبرهم بالوضع والشروط التي تمت وأن هذه فرصة كبيرة لرد اعتبار غزوة التنهات قرب بيضاء نثيل التي انكسر فيها التومان . رحل مسلط وعدوان نحو التيم وعندما وصل قربها نزل "النزلان"  استعدادا "لتصبيح" عنزة وأرسل مسلط لمبيريك يخبره بالموعد حتى يستعد الدغيرات للمعركة . وفعلا تم الصباح وانتهى العهد وشارك الدغيرات  وقتل من قتل وهرب من هرب وانتصرت شمر في تلك المعركة :

وقال مبيريك التبيناوي الذي ألبس بنت الضريغط مشلحه بعد المعركة وأعطاها جمل لكي يوصلها إلى أبيها الذي يكن له مبيريك ود كبير وقال لها بلغي والدك سلامي وشكري له فإنني أحفظ له معروف كبير , ويقصد انتصار الضريغط  من عنزة له على شهوان الومد من عنزة كذلك  :

ياراكب من عندنـا فـوق نسـاس
عفون اليامـا زل حمـوا القوايـل
ولد ذلول يلهجـه سبعـه أجـلاس
ورى تمام غـذاه عاميـن حايـل
ياماغداء ماتصطغ الخيل لـه راس
وراعيه لو ياطاء الخطر مايسايـل 
فوقه صدوق الهرج قطاع الارماس
يـدي لسعـدون علـوم الصمايـل
بالكذب ياسعدون دهويت لك نـاس
طمـع بديـرة كاسبيـن النفـايـل
خمك عشيرك زبن وندات الافراس
زبن الحصان ليا جـذى بالدبايـل
نزه الشوارب مايقـرب للأدنـاس
ألوى على زمله من البطن صايـل
ياما صبخ راسك براس من الناس
وتقاحصت صم الأمهار الاصايـل
ياما عزلكم مسلط قاسـي الـراس
عن الشيل والمظهور مثل العدايل
وخليت كيف الراس دلـه ومحمـاس
ونجر يداوي عن عماس القوايـل
وبنات من فرق مكانيـز الاكيـاس
دلت تدجـج بـمحـاس القبايـل
والديك خلي صوب مزبور الاطعاس
بالـدو ماحولـه عريـب مسايـل
ومحصنات دروعكم هي والالبـاس
جبناه فـي يـوم يـداوي الغلايـل



ونلاحظ أن قافية القصيدة نفس قافية قصيدة سعدون العواجي في معركة التنهات التي انكسر فيها التومان ومعهم قلة قليلة من شمر فمبيريك كان ينتظر فرصة الفعل حتى يرد على سعدون وتحقق له هذا في قمعة . نذكر أبيات لسعدون العواجي منها :

ياراكب من عندنا فوق نساس
مهو ليالي غذوة النضو عايل
لاولاد وايل مودعين العدو فاس
ومكـــــــللين شذرته بالفـــعايل
ركض علينا مسلط دايـخ الـراس
وجاه العقاب الصيرمي فوق حايل
ورمى عليه السيف وأعذر باللباس
وراحت تقمزبه ضبـي المسايـل
في روضه التنهات جدعنا الالباس
وذبـح اليامـا جيـت بيضا نثايـل

وأيضا قال سعدون قصيدته الأخرى التي ذكر فيها فزعة عبدة للتومان في المعركة نفسها

‏صفرا عقاب رثعت بالنواميس
ومسلط قعد مع لابسات الحضايا
صارت على التومان لولا السناعيس 
ظهور السواني فوق قب السبايا