الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

بريكان التبيناوي - ما يستشك ياحسين كود الرديين





في هذه القصيدة عدة نقاط نريد توضيحها بعد أن كثر اللغط حولها عند كثير من المهتمين بالقصص التاريخية.
   

- أولاً: ( ارم النعول لمغيزل العين ياحسين) هي قصيدة واحدة ولم يكتب عبدالله بن رشيد قصيدة أخرى على نفس قافيتها بل له قصيدة ذكر فيها (سبت الرجلين) الذي جعل بعض الرواة يخلطون بين قصة عبدالله وقصيدة بريكان التبيناوي..، قصيدة عبدالله طويلة ولكن البيت الذي تسبب بالخلط هو:

الشوك ماله عن مواطيه رداد
ايضا ولا سبت قوي يوقيه.

وقال هذه القصيدة بعد أن فر إلى العراق عام ١٢٣٥هـ ولم يأخذ معه زوجته في رحلته الطويلة تلك، 
ومحاولة ايهام الناس بأنها قصيدتين على قافية واحدة تكررت كثيرا، ولكن يكشف عدم دقتها أن القصيدة إذا فصلنا عنها بعض الابيات المنسوبة لعبدالله بن رشيد  أصبح الجزء المتبقي منها لبريكان لا معنى له .


- ثانياً: حسين العضيباوي من عشيرة آل أبي سعد من الزميل والمرأة هي درعة اللويش ,والقصيدة غزلية معروفة عند أهل البادية والقرى الشمالية الغربية، وكان بريكان يمازح فيها حسين قبل خروجه ومن معه من الجبل -جهة توارن - إلى النفود .
 

- ثالثاً: يقول في شطر بيت / سميّها اللي يلبسون الغلامين : وهو الدرع وهي اسمها درعة .
 

- رابعاً: لا يمكن أن يقول ابن رشيد عن زوجته :عذروبها يا حسين قل احصلانه.
 

- خامساً: غزل الرجل بزوجته ليس عيبا ولكن كان له حدودا في بيئة محافظة لها عاداتها وتقاليدها، ولا يمكن أن يطلب من رجل آخر أن يحمل زوجته ويصفها بتلك الصفات بوجودها معهم. رغم أن الروايات أغلبها لا تذكر أن معه أحدا عند فراره إلى العراق، إضافة لأن الناس لا تفرق بين مرحلة فراره عام ١٢٣٥هـ إلى الجوف ثم العراق ثم الدرعية، وبين مرحلة خروجه مع أسرته إلى جبة عندما عاد ابن علي من المدينة مدعوما من حلفائه لاستعادة الحكم في حائل عام ١٢٥٣هـ، وأبنائه في هذا التاريخ كانوا كلهم معه.
- سادساًشخصية حسين متفق عليها عند التبانا وأهل البادية والقرى الشمالية والغربية وهو حسين العضيباوي وحتى عند كبار الرشيد والسبهان قبل رحيلهم، بينما تجد من ينسبونها لعبدالله مختلفين على من هو حسين؟ فكل فريق يبتكر حسين من رأسه تارة ابن مسطح مع أن ابن مسطح اسمه ملاقي، وتارة حسين رمالي وأخرى حسين الشغدلي وتارة الجراد أو المجراد ، وربما في المستقبل يصبح "حسين يا راقل" !

أخيرا / أسرة آل رشيد أسرة كريمة لها كل التقدير والاحترام، والقصيدة لن تقلل أو ترفع من مكانتها المحفوظة بين الناس، مع ذلك نسبت خطأً لعبدالله بن رشيد - في زمن قريب - من رواة وقعوا ضحية لوكالة (يقولون)، وأضيفت القصيدة منسوبة لعبدالله في أحد الكتب التاريخية الشعبية ثم انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم، مع أن الكاتب أحمد فهد العريفي نقل في كتابه "مقامات حائلية" قصة سؤال والده لمتعب الحمود السبهان عن هذه القصيدة التي أثبت أنها للتبيناوي، وأم متعب الحمود السبهان هي منيرة بنت عبدالعزيز الرشيد. ومع كثرة هذا اللغط اكتشفنا أن هناك فئة ليست مهتمة بالبحث عن الحقيقة أو ممن وقعت ضحية للتدليس أو النقل الخطأ سواء في الكتب أو ما قاله لهم بعض الرواة من كبار السن، وإنما هي متعصبة لأسرة آل رشيد لا أكثر.. وكل أسرة حكمت أو شاخت في الماضي ستجد لها فترات مضيئة وفترات أخرى مظلمة والعاقل هو من يدقق ويمحص أثناء قراءة التاريخ في سياقه الزمني لكي يفهمه ويستفيد من تجاربه لا لكي يتعصب له بشكل أعمى وهذه من صفات الغوغاء والجهال. 

  تقول القصيدة


ارم النعول لمغيزل العين ياحسين = واقطع لها من ردن ثوبك ليانه
واقطع لها من تحـــــــت الإقدام ثنوين = لا يلحن اصباع اريش العـــين اذانه
جنب حثاث القاع واتبع بها اللين = واقصر اخطاك شوين وامش امشيانه
ياحسين والله مالها سبت رجلين = ياحسين شيّب بالضمير اهكعانه
اغديك منها اصبر على القـــاع ياشين = لــيا منها تجي النفود ولـــــــــــــيانه
ولوتنقله ياحسين تر مابها شين = ترى الخوي ياحسين مثل الامانه
مايستشك ياحسين كود الرديين = والا ترى الطيب وسيعٍ بطانه
الخد قرطاس قروه المصليين = شفته مع اللي يقبلون الديانه
بالـــــــــلون ولا يافتى الجود باللين = قطنٍ مع اللي يندفونه بعـــــــــــــانه
وقواعد بالصدر مثل الرمامين = شوفك لهن ياحسين أظنه ظنانه
يا حسين ما وقف بطاريفها الشين= غصبٍ مقزيه الحلى عن مكانه
سميها اللي يلبسون الغلامين = ماهو قبل يلبسن نهار الكيانه
ماقلت من باقي العذاريب به شين = عذروبها ياحسين قل احصلانه